العقل البشري والكوارث البيئية

د. زهير لازم السراج
ليس بمقدور العقل البشري ان يتحدى الطبيعة بمعنى التحدي مهما كانت الامكانية والقوة لكنه يستطيع ان يغير في جوانب كثيرة من مفرداتها، ذلك التغيير غير مضمون العواقب كون العناصر الطبيعية ومفرداتها متوازنة احداهما تديم الاخرى،

فاما ان تكون من في الكثير من الاحيان النواتج سلبية او ايجابية وبقدرة الانسان ان يديم بقاءها وديمومتها في جانبها السلمية وركنها الهادئ، وبما ان العناصر المكونة للطبيعة بدون الانسان لا تحدث تغييرا سلبيا فيها، اذن فان الانسان هو الوحيد الذي يغير ويدرك ويتحمل جميع المتغيرات فما عليه الا ان يقف وقفة شجاعة لمراجعة ذاته على ما قام به من متغيرات استنزفت الكثير من المكونات الطبيعية سواء الانسان ، الحيوان، النبات، اما مسارات المتغيرات كارتفاع درجات الحرارة التدريجي والمستمر وارتفاع مناسيب كميات غازات التخمير كثاني اوكسيد الكاربون والميثان، تمزق طبقة الاوزون، غزو الجراثيم البكتيرية والفايروسية والتغيرات في نشاطها البايولوجي وارتفاع نسب الوفيات للانسان مقارنة لنسب الولادات، هيجان البحار والمحيطات الذي بات يهدد المدن الساحلية الواقعة على تلك المحيطات كبلدان جنوب اسيا وما جاورها من الجزر، غرب قارتي اميركا وشرقيهما، وسواحل الدول العربية في الخليج والبحر العربي، واحداث”تسونامي 2005” اكبر دليل على تلك المتغيرات ومآسيها فضلا عن المتغيرات الاشعاعية والكيميائية التي سببت النشاط السلبي للبكتيريا والفايروس في غزو الاحياء ما سبب امراضا غريبة سواء اعداد المصابين والاعراض المرضية ما اوقع الحيرة في الدراسات والبحوث لاصحاب الاختصاص.

والتساؤل لماذا يحصل كل هذا؟

ولم هذا الهدر في الموارد البشرية والاقتصادية لسكان الارض؟ ولو امعنا بالمقولة”انه لا يوجد تغيير الا بوجود مغير” ادركنا ان الانسان هو المغير الاول وليس له منافس في ذلك لذا اصبح الانسان امام عدالة لا تبرءة وهي العدالة الانسانية التي توجب على الانسان العمل على ادامة التوازن السلمي.

المعامل المصنعة للمواد الكيميائية

ان تردي الوعي البيئي لشعوب الارض عامة وبلدان الشرق خاصة الذي دعا الى عدم النظر بجدية حول الاضرار والمخاطر التي تحدثها المواد الكيميائية ومعاملها وتأثيرها على الطبيعة والبيئة المادية لتلك الشعوب، كما ان وجود انظمة معنية من الحكومات غير المسؤولة عن صحة شعوبها من الاختلاط في التوازنات الطبيعة، ما يشكل حوادث تأثير عام على رحم الانسانية لذلك لم يجرالنظر بجدية بشأن تأسيس المعامل والمعامل الثانوية لوحدات المعالجة وتخليص المواد السامة، فترى اغلب معامل المساحيق والصوبنة تقذف المواد العرضية الى الانهر والبحار، ومعامل صناعة الطابوق والجص الذي يعتمد على الحرق يقذف الدخان الى الهواء، والاستهلاك الكبير من المنتجات النفطية للسيارات دون سيطرة تذكر، كذلك المواد الطبية المستنفدة والنماذج المختبرية الطبية تقذف في مياه الصرف الصحي دون مرورها بوحدات معالجة للتخلص منها، وانما تطرح الى مياه النهر الذي نعتمد عليه في مياه الشرب. ما ادى الى نمو بكتيريا احيائية مستديمة في النهر ادت الى نشر الامراض كالكوليرا، التيفوئيد، التهاب الكبد الفيروسي، امراض السل الرئوي، الطفيليات المختلفة المعوية منها والكبدية والاكياس المائية، البلهارزيا والديزانتري وهذه الامراض نراها مستوطنة في كل البلدان وتفتك بشعوبها، وتستنفذ كل الموارد الاقتصادية للعائلة، ما يجعلها اكثر فقرا وهذا الامر اكثر وضوحا في شعوب اسيا وخاصة جنوبها، ودول الشرق الاوسط، ان تلك التثبيطات في التوازن البيئي ما هي الا اشارات الى انحراف المتغيرات الطبيعية بالضد من الوجود الانساني. ما هي الا مؤشر واسع وكبير لهلاك اعداد كبيرة من الاحياء ويقع على عاتق الحكومات والمنظمات الدولية الحد منها، كما ان الامور الواضحة على ساحة تلك الدول استيراد كميات كبيرة من المواد الاولية والمصنعة(الهايدروكاربونية) كالبلاستك الذي هو احد المركبات النفطية(بولي اثيلين) عند استهلاكها لا يمكن استنفاذه من قبل الطبيعة ولا يتغير في بنائه الكيميائي واحيانا يحترق ما يؤدي الى طرح مركبات اكثر سمية واكثر تلويثا(المركبات الهيدروكسيدية) التي تسمم الانسان والحيوان والنبات، كما تقوم اكثر هذه البلدان باستيراد كميات كبيرة من مواد لها دورة في الطبيعة غير معتمدين على الموارد الطبيعية المماثلة في بلدانهم لتخليص اراضيهم من متغيراتها بل يعتمد على استيرادها جاهزة ومعلبة من دول اخرى(ككلوريد الصوديوم- ملح الطعام) وكما معروف كيمائيا ان الكميات المصروفة لاغراض ادامة الجسم في الانسان والحيوان كميات صغيرة جدا الفائضة تطرح الى الخارج وتصبح كميات ملحية مضافة على ملح التربة في تلك البلدان وبالتالي تقليص الاراضي الزراعية الصالحة او رداءة انتاجها ومعالجة ذلك بعد انقاذ اتخاذ ما يمكن انقاذه واعتماد السوق المبرمج والمنتج المحلي لاعطاء الديمومة لشعوب المنطقة للاستمرار بالحياة وادامة وجود الكائن.

الانبعاث الغازي وتأثيراته

الانبعاث الغازي في تلك البلدان لا يقل حدة عن المتغيرات الاشعاعية والكيميائية فلو قمنا برصد وحساب كميات الغازات المنبعثة من هذه البلدان لوجودنا متغيرات كبيرة في النسب الطبيعية للغازات في الغلاف الهوائي، ان الكميات الطبيعة للغازات ثابتة وقابلة للتغيير في حال الاختلال الغازي وان النسب الطبيعية كالاتي:

نسبة غاز الاوكسجين في الغلاف الجوي 21% ويرمز له O2.

نسبة غاز النتروجين في الغلاف الجوي 78% ويرمز له N2.

نسبة غاز ثاني اوكسيد الكاربون مع الغازات النبيلة 1% ويرمز CO2.

ان الصورة المتوازنة لغاز الاوكسجين %21 والذي يستخدم في تنفس الانسان والحيوان والنبات ويساعد على احتراق جميع المواد الاخرى في الطبيعة وفي حالة النقص يمكن تعويضه بواسطة النباتات اثناء عملية التركيب الضوئي وخصوصا المائية منها، او في حالة قصور التعويض من النبات يمكن تعويضه من طبقة الاوزون التي تتركب من الاوكسجين الثلاثي الذرة، التي تحيط بالكرة الارضية لحمايتها من دخول الاشعة الكونية، ذلك ما يسبب لها التمزق والضعف وتسبب في تعرض المكونات الطبيعية الاحيائية للارض واحتراق الجلد واحمراره وتقرنه، النتروجين %78 وجوده في الهواء تلطيف استخدام الاوكسجين للتنفيس في المجاري التنفسية لذلك وجوده في الغيوم يكون النترات(NO2) الذي يعتبر غذاء رئيسيا للنبات وخصوبة التربة وتتكون النترات في حالة الامطار وحدوث الومض الكهربائي في الغيوم، ويتكون ايضا من التفسخات وخروج مركب الامونيا وثاني