التقاء دجلة والفرات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رحلة فتاة جامعية

اذهب الى الأسفل

رحلة فتاة جامعية Empty رحلة فتاة جامعية

مُساهمة من طرف ابن النهرين الجمعة 18 فبراير - 9:49

رحلة فتاة جامعية



ودعت مريم والديها استعداداً للدخول عالم الجامعة ولكن كان يبان على عين والدتها عدم الرضا كون مريم

ستدرس خارج مدينتها وتسكن الأقسام الداخلية ...


استعدت للركوب بالحافلة للانطلاق لما ترنوا للاستقرار به لم تنقطع من تلاوة آيات الذكر الحكيم فراحت تعطر

أنفاسها بهذه الكلمات الزاكية وما بكم من نعمة فمن الله ...
في أول يوم كان لمريم في السكن الجامعي
كانت قد اجتمعت مع مجموعة رائعة من صديقاتها في غرفتها المحددة التي كانت قد وصلت قبل الجميع لها

...
مريم فتاة هادئة مبتسمة مؤمنة
كانت من ضمن الغرفة التي تسكن بها مريم فتاة أخرى ولكن بمرحلة متقدمة اسمها خلود
في البداية تذمرت خلود من هدوء مريم
لدرجة أني مرة صرخت في وجهها طالبة منها ان تنطق ولو بحرف واحد
ولكنها نكست برأسها وتوجهت إلى غرفتها
حتى صارت في أوقات اجتماعهم تتجنب الحديث مع خلود
وعندما نذهب لتناول وجبة العشاء
تختار مكاناً بعيداً عن خلود ...
في احد الأيام اتجهت الفتيات جميعا للوضوء لصلاة الفجر ، فإذا بخلود ومريم يلتقيان بجانب مكان الوضوء

همست إحدى الطالبات وهي شيماء طالبة مرحلة أولى أيضا بإذن مريم لكي تعرف منها حكم أرادت ان تتأكد

منه بصلاتها لانها كانت دائما ترى مريم تتلو القران وتطلع على أحاديث الرسول الأعظم ( صلى الله عليه واله

وسلم) فإجابتها مريم بكل رحابه صدر راحت خلود صارخة بوجه شيماء ومن هي مريم حتى تسألينها ، لم

تنطق بحرف واحد مريم فقد شخصت بطرفها الى الله ودمدمت بكلمات تحمل طهارة الايمان وقالت سامحك الله

وليغفر لك الرب ، كان هذا الموقف الاول ، المشكلة كانت خلود تصاحب مريم بنفس القسم وبل وبنفس الشعبة

، كانت مريم متفوقة بدراستها ، كانت خلود تتكلم كثيراً عليها وتلصق بها افعال تقول ان مريم تفعل كذا وكذا

بالقسم وتصرح بهذا امام الطلاب الاخرين ، مما جعل مريم بنظر بعض الطلاب فتاة مشاكسة ولكن هدوئها

وأخلاقها هو من جعل بقية الطلبة لا يصدقون اقوال خلود التي راحت تكمل مشوار الكيد لمريم قد يكون ذكاء

مريم وايمانها وتفوقها الدراسي اضافة الى جمالها هو من وقع الحقد بقلب خلود ...تمر الايام وتسير الدقائق

والمواقف تحاك ضد المسكينة مريم ....كنت تجلس الفتيات ليلاُ لمداولة يومهن الجامعي كانت مريم توجه

النصح دائما وتوعي الطالبات حول ما يدور في عالم الجامعة وتذكرهن باقوال الله تعالى والأنبياء والأئمة (

عليهم السلام) بضرورة الحفاظ على حياء المرأة وحجابها والابتعاد عن التزين والزينة .كانت مريم تجذب

الطالبات بكلامها الذي يخرج من قلبها بينما كانت خلود الوحيد التي تجاول ان تعمل نفسها انها لا تبالي لكلامها

وكانت تسخر من ألفاظها وجملها التي تسطرهن
بعد انتهاء السنة الاولى قد مكثت الطالبات في السكن معاً
عدن لمنازلهن لمدة ايام العطلة
وبعد ايام العطلة عدن إلى السكن الجامعي ليبدأ مشوار دراسة المرحلة الثانية
ولكن كانت العودة الثانية إلى سكن آخر غير الذي كان يسكننه في السنة السابق
توجهن إلى هناك ....
لنفاجأ أن كل واحدة منا تم تسجيلها بمبنى مختلف !!

وطبعاً بدأ مسلسل البكاء
وبدأ مسلسل البحث عن الصديقات
كل واحدة تبحث عن الأخرى في هذا السكن الموحش الغريب

بعد ساعة التقيت بإحداهن ، ثم نلتقي بالأخرى .. والأخرى وهكذا
كل وحدة منا دموعها أربع أربع ...
وبعد أن تجمعت بنات الحلال
وتعرفن على السكن والمباني
وعرفت كل واحد أين تقطن الأخرى
عادت كل واحدة إلى حيث تسكن..

- طبعاً لاحظوا ترى صديقتي الهادئة لا تزال مفقودة ، وبصراحة غابت عن بالنا .. انها مريم تغيب عنا

لماذا.. لم نعرف .

عدت لمبناي ، وأول ما دخلت إلى المبنى
وبالأخص إلى جناحي الذي أسكن فيه

إذا بالمفاجأة

وحدة مسكينة تركض صوبي ودموعها أربع أربع وراحت معانقة لي
أول ما رفعت عيني وشفتها

طلعت صديقتي الهادية مريم

طبعاً بعد ما هديناها وسكتت
سألتها : إنتي الان كيف عرفتي طريقي ؟؟

قالت : سألت عنك وفلانة دلتنا عليك

قلت لها طيب وليش ما دورتي على البقية ؟؟

قالت : ما أدري ليش أول ما فكرت في وحدة
وأكون معاها في هالمكان الغريب
كنت إنتي أول من دلني عقلي وقلبي عليها --

سبحان الله !!

بالرغم من طبيعة علاقتنا كيف كانت !!
وكيف كانت كثيرة التهرب مني
والتذمر من إزعاجي

هي اليوم تأتي مقبلة نحوي تطلب مني الصحبة طوال سنوات الدراسة..

وكان لها ما تريد .. وكانت ولا تزال
أختاً طيبة ، صالحة
كثيرة التوجيه لي..
كثيرة العطاء ,,
أكن لها معزة خاصة ..

حتى أصبحنا اليوم أختين تحملان في قلبيهما حباً أخوياً صادقاً لا يشيبه أي شائب
تعلمت من أخلاقها الإيمان وارتديت الحجاب وأقمت الصلاة وتعلمت الصيام وبعض الإحكام فلها الفضل في

هذا كله بعد نعم الله تعالى علينا جميعاً...

ومرت السنوات الأربع
لأتخرج من الجامعة قبل شهرين فقط

تاركة هناك أختاً طيبة لتكمل مشوار الدراسات العليا . لانها تفوقت علينا جميعاَ
معها رسمت أجمل ذكرياتي وأحلاها

أسأل الله لي ولها كل الخير والتوفيق
وأن يجمعنا معاً في ظل رحمته .
. يوم لا ظل إلا ظله
ابن النهرين
ابن النهرين
المدير العام

الجنس : ذكر
الابراج : الحمل
عدد المساهمات : 1521
تاريخ الميلاد : 28/03/1981
تاريخ التسجيل : 25/11/2010
العمر : 43

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى