تابع لفلسفة تعظيم شعائر عاشوراء
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تابع لفلسفة تعظيم شعائر عاشوراء
شعارات عاشوراء
إن الشعارات التي رفعها الإمام ابي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) واهل بيته واصحابه في يوم عاشوراء ، وتحول عاشوراء الواقعة والقضية بالنسبة لنا نحن الشيعة الى الشعار دائم في حياتنا ، يوم عاشوراء بين من خلالها روح نهضته ، وحدد بالضبط الهدف الذي دفعه للمجيء الى تلك الديار والقبول بإراقة دمه حتى القطرة الاخيرة ، وعدم التسليم والمضي بالحروب حتى نهايتها ، إن امتنا قد اكدوا الواحد بعد الآخر على ضرورة إحياء هذه المناسبة العظيمة ( عاشوراء ) وانه لا يجوز نسيان هذه المصيبة ، فهي مدرسة خالدة لا بد لنا من التمسك بها .
إن على شيعتنا أن يحيوا هذه المناسبة العظيمة في كل عام يمر فيه علينا محرم ، وعاشوراء .
إن عنوان عاشوراء اصبح شعار الشيعة ، وعلينا اذاً عندما نواجه احداً من اهل السنة ، أو حتى ونحن نقف أمام أصحاب الاديان الاخرى كالمسيحية او اليهودية أو أمام الملحدين الذين سيسألوننا جميعاً : ماذا تريدون انتم الشيعة في تاسوعاء وعاشوراء ، عندما تعطلون كل اعمالكم وتنظمون المسيرات وتلطمون على الصدور وتقيمون المآتم البكائية ؟ .
وماذا تريدون القول من خلال كل ذلك ؟ ولابد أن يكون لدينا ما نقوله أمام هذه التساؤلات ، إن ابا عبد الله الحسين ( عليه السلام ) لم يقم من أجل أن يقتل دون أن يقول ما يريد وما يهدف من وراء ذلك القيام ، إنه قال ما يريد ، وشرح اهداف نهضته وحدد الغاية من وراء قيامه .
إنما الشعارات التي أحيت الاسلام وأحيت التشيع وزلزلت أساس حكم الخلافة الاموية ، تلك الخلافة لو لم تكن ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) لبقيت ، ربما لألف عام مهيمنة على مصير البلاد الإسلامية ، ولم يكن باستطاعة بني العباس أن يحكموا لمدة خمسمئة عام ، بعد أن إنتزعوا الحكم من بني أمية بفضل ذلك الإهتزاز الذي أوجدته واقعة الطف في أركانها ، إن ابا عبد الله الحسين ( عليه السلام ) كان يفتخر في ذلك اليوم أن يعلن بوضوح إنه ينهج نهج أبيه علي المرتضى ( عليه السلام ) .
إن أبيات الشعر التي كان يرددها أبو عبد الله الحسين ( عليه السلام ) في يوم عاشوراء كثيرة ومختلفة ، وقد نضمت باوزان مختلفة ، ومنها ما كان من نُظم الحسين ( عليه السلام ) نفسه ومنها ما كان يستشهد بها ( عليه السلام ) وهي لشعراء اخرين .
إن أحد الابيات التي كان يرددها أبو عبد الله ( عليه السلام ) في يوم عاشوراء والذي صار بمثابة الشعار العام له ، هذا البيت :
إن الشعارات التي رفعها الإمام ابي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) واهل بيته واصحابه في يوم عاشوراء ، وتحول عاشوراء الواقعة والقضية بالنسبة لنا نحن الشيعة الى الشعار دائم في حياتنا ، يوم عاشوراء بين من خلالها روح نهضته ، وحدد بالضبط الهدف الذي دفعه للمجيء الى تلك الديار والقبول بإراقة دمه حتى القطرة الاخيرة ، وعدم التسليم والمضي بالحروب حتى نهايتها ، إن امتنا قد اكدوا الواحد بعد الآخر على ضرورة إحياء هذه المناسبة العظيمة ( عاشوراء ) وانه لا يجوز نسيان هذه المصيبة ، فهي مدرسة خالدة لا بد لنا من التمسك بها .
إن على شيعتنا أن يحيوا هذه المناسبة العظيمة في كل عام يمر فيه علينا محرم ، وعاشوراء .
إن عنوان عاشوراء اصبح شعار الشيعة ، وعلينا اذاً عندما نواجه احداً من اهل السنة ، أو حتى ونحن نقف أمام أصحاب الاديان الاخرى كالمسيحية او اليهودية أو أمام الملحدين الذين سيسألوننا جميعاً : ماذا تريدون انتم الشيعة في تاسوعاء وعاشوراء ، عندما تعطلون كل اعمالكم وتنظمون المسيرات وتلطمون على الصدور وتقيمون المآتم البكائية ؟ .
وماذا تريدون القول من خلال كل ذلك ؟ ولابد أن يكون لدينا ما نقوله أمام هذه التساؤلات ، إن ابا عبد الله الحسين ( عليه السلام ) لم يقم من أجل أن يقتل دون أن يقول ما يريد وما يهدف من وراء ذلك القيام ، إنه قال ما يريد ، وشرح اهداف نهضته وحدد الغاية من وراء قيامه .
إنما الشعارات التي أحيت الاسلام وأحيت التشيع وزلزلت أساس حكم الخلافة الاموية ، تلك الخلافة لو لم تكن ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) لبقيت ، ربما لألف عام مهيمنة على مصير البلاد الإسلامية ، ولم يكن باستطاعة بني العباس أن يحكموا لمدة خمسمئة عام ، بعد أن إنتزعوا الحكم من بني أمية بفضل ذلك الإهتزاز الذي أوجدته واقعة الطف في أركانها ، إن ابا عبد الله الحسين ( عليه السلام ) كان يفتخر في ذلك اليوم أن يعلن بوضوح إنه ينهج نهج أبيه علي المرتضى ( عليه السلام ) .
إن أبيات الشعر التي كان يرددها أبو عبد الله الحسين ( عليه السلام ) في يوم عاشوراء كثيرة ومختلفة ، وقد نضمت باوزان مختلفة ، ومنها ما كان من نُظم الحسين ( عليه السلام ) نفسه ومنها ما كان يستشهد بها ( عليه السلام ) وهي لشعراء اخرين .
إن أحد الابيات التي كان يرددها أبو عبد الله ( عليه السلام ) في يوم عاشوراء والذي صار بمثابة الشعار العام له ، هذا البيت :
الموت اولى من ركوب العارِ *** و العارُ اولى من دخول النارِ
وهذا الشعار الحسيني بنبغي أن يطلق عليه شعار الحرية والعزة الشرف ، يا جماهير العلم في كل مكان ! أتعرفونه لماذا قتل الحسين حتى آخر قطرة من دمه ، ودم احبائه واصحابه ؟ ، لأن الحسين قد تربى في حجر النبي وعلي ، وشرب حليب الزهراء البتول ( انه تعبير الحسين نفسه ) ، وقد نرى الحسين ( عليه السلام ) يخطب خطبته النارية تلك المليئة بالحماس و الغيرة ، وكأن اللهيب يخرج من فم الحسين ( عليه السلام ) وهو يقول : " ألا وان الدعي إبن الدعي " ( اي ابن الزانية ) هذا الذي هو أميركم ، وقائدكم ( قد ركز بين إثنتين بين السلة والذلة ) أتدرون ما الذي يقترحه علي ؟ إنه يقول إن على الحسين أن يستسلم ذليلاً ، خانعاً ، لإرادتي أو فلينتظر السيف " إن الحسين ( عليه السلام ) يقول له ( هيهات منا الذلة ) فالحسين لن يذل ولن يركع .
إن الله لن يقبل هكذا ذلة للحسين ! ألا تعرفون من أنا ؟ وهذا الدعي إبن الدعي الا يعرف بأي حضن كبر الحسين وترعرع ؟ ! كانت هذه هي طبيعة الشعارات في يوم عاشوراء ، أيها الاخوة أصحاب المآتم الحسينية اليوم يا من تبحثون عن شعار لمسيرتكم ، إن عظمة أبي عبد الله شيء ونحن شيء آخر ، دعونا نجعل شعاراتنا التي نرفعها في المسيرات واللطميات الحسينية ، فعلاً شعارات حسينية ، فشعارات الحسين من نوع متميز ، فأنت تراه ينادي مرة : ( ألا ترون ان الحق لا يعمل به ، وإن البالطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً ) .
إن شعارات الحسين ( عليه السلام ) كانت شعارات إحيائية أي شعارات تنبع منها الحياة ، قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ )) (14) وإذا كان الحسين إبن علي بشخصه لم يعد موجوداً بيننا فإن المطلوب أن يفتح الناس اعينهم وينهضوا في كل عام ومع طلوع كل محرم ليسمعوا نداء الحسين يرن في آذانهم : (( ألا ترون إن الحق لا يعمل به ، وإن الباطل لا يتناهى عنه )) ، نعم فعاشوراء بالنسبة لنا ينبغي إن تكون يوم الإحياء ، وتطهير الأنفس في الكوثر الحسيني ويجب أن تكون عاشوراء لنا مناسبة ، لنتعلم منها مبادئ الاسلام وأُسس الدين وبعث روح الحياة فينا .
فنحن نرفض أن ننسى واجب الامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، كما لا نريد لحِس الشهادة والجهاد والتضحية في سبيل الحق ، أن يبتعد عنا ، ولا لروح الفداء في سبيل الحق أن يموت فينا ، هذه هي فلسفة عاشوراء الحقيقية ، لا كما يريدها البعض أن تكون بأن نرتكب الذنوب ، ثم تأتي المناسبة فنشترك بها حتى تغفر لنا ذنوبنا !
إن الذنوب لتغفر في الواقع ، عندما تُجبَل أرواحنا مع روح الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، إن شعارات أبي عبد الله هي شعارات إحياء الإسلام .
فهذه هي إذاً مدرسة عاشوراء ، ومضمون شعارات الحسين ، وهكذا يجب أن تكون شعاراتنا في المجالس والمسيرات والمآتم الحسينية ، شعارات إحائية وحماسية وليست شعارات مخدرة ومميتة للشعور ، لأنها إن كانت كذلك ، لن تصبح دون أجر أو ثواب فحسب ، بل إنها تبعدنا عن الحسين ( عليه السلام ) ، ان الشجاعة وقوة القلب ، اللتان ابداهما الحسين ( عليه السلام ) في يوم عاشوراء ، أنست العالم كل الشجاعان ، وهذا الكلام هو بأعتاف العدو نفسه ( والله ما رأيت مكسوراً قط قد قتل أهل بيته ، وولده وأصحابه ، أربط جأشاً منه ) .
إنه كان يرفع شعار التوحيد ، في نفس اللحظة التي كان يمنح فيها الطمأنينة لزينب وآل البيت ، بأنه لازال على قيد الحياة ، لا سيما وأنه كان قد أمرهم بعدم الخروج من الخيام ، مادام هو على قيد الحياة .
سيدي أبا عبد الله فإن حريمك لم يخرجن من الخيام عملاً بتعليماتك ، إلاّ بعد أن رأين جوادك من دون صاحب .
دور الشباب في ثورة الحسين ( عليه السلام )
إن لمرحلة الشباب دور مهم ، وخطير في حياة الإنسان ولذا ينبغي أن لا يدع هذه الفرصة تمر مرور السحاب ، بل عليه أن يستغل مرحلة شبابه لما يقوم فكره وسلوكه وأخلاقه ، ولقد كان للشباب في معركة الطف الفاصلة دور فعال فقد وقفوا مواقف بقيت آثارها الى اليوم محركة للتاريخ ، ومقومة لمسيرته ، ونحن نذكر بعض مواقف الشباب الذين أبوا ألا أن يقدموا انفسهم فداء للإسلام بين يدي الحسين ( عليه السلام ) ومن هؤلاء :
1 ـ عمر ابن جنادة الانصاري : وهو شاب جاء من امه وأبيه ، وبعد أن إستشهد أبوه وهو إبن إحدى عشر سنة جاء يستأذن الحسين ( عليه السلام ) للمبارزة فأبى عليه الحسين ( عليه السلام ) وأرجعه فقال الغلام : أن أُمي هي التي أمرتني يا أبن رسول الله ، وكان كل مبارز من أصحاب الحسين ( عليه السلام ) اذا برز يرتجز ، ويذكر أسمه وإسم أبيه أو نسبه وعشيرته ولكن هذا الشاب لم يذكر إسمه و إسم أبيه وما إنتمى إلى عشيرته بل إنتمى إلى الحسين ( عليه السلام ) فبرز يقول :
إن الله لن يقبل هكذا ذلة للحسين ! ألا تعرفون من أنا ؟ وهذا الدعي إبن الدعي الا يعرف بأي حضن كبر الحسين وترعرع ؟ ! كانت هذه هي طبيعة الشعارات في يوم عاشوراء ، أيها الاخوة أصحاب المآتم الحسينية اليوم يا من تبحثون عن شعار لمسيرتكم ، إن عظمة أبي عبد الله شيء ونحن شيء آخر ، دعونا نجعل شعاراتنا التي نرفعها في المسيرات واللطميات الحسينية ، فعلاً شعارات حسينية ، فشعارات الحسين من نوع متميز ، فأنت تراه ينادي مرة : ( ألا ترون ان الحق لا يعمل به ، وإن البالطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً ) .
إن شعارات الحسين ( عليه السلام ) كانت شعارات إحيائية أي شعارات تنبع منها الحياة ، قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ )) (14) وإذا كان الحسين إبن علي بشخصه لم يعد موجوداً بيننا فإن المطلوب أن يفتح الناس اعينهم وينهضوا في كل عام ومع طلوع كل محرم ليسمعوا نداء الحسين يرن في آذانهم : (( ألا ترون إن الحق لا يعمل به ، وإن الباطل لا يتناهى عنه )) ، نعم فعاشوراء بالنسبة لنا ينبغي إن تكون يوم الإحياء ، وتطهير الأنفس في الكوثر الحسيني ويجب أن تكون عاشوراء لنا مناسبة ، لنتعلم منها مبادئ الاسلام وأُسس الدين وبعث روح الحياة فينا .
فنحن نرفض أن ننسى واجب الامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، كما لا نريد لحِس الشهادة والجهاد والتضحية في سبيل الحق ، أن يبتعد عنا ، ولا لروح الفداء في سبيل الحق أن يموت فينا ، هذه هي فلسفة عاشوراء الحقيقية ، لا كما يريدها البعض أن تكون بأن نرتكب الذنوب ، ثم تأتي المناسبة فنشترك بها حتى تغفر لنا ذنوبنا !
إن الذنوب لتغفر في الواقع ، عندما تُجبَل أرواحنا مع روح الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، إن شعارات أبي عبد الله هي شعارات إحياء الإسلام .
فهذه هي إذاً مدرسة عاشوراء ، ومضمون شعارات الحسين ، وهكذا يجب أن تكون شعاراتنا في المجالس والمسيرات والمآتم الحسينية ، شعارات إحائية وحماسية وليست شعارات مخدرة ومميتة للشعور ، لأنها إن كانت كذلك ، لن تصبح دون أجر أو ثواب فحسب ، بل إنها تبعدنا عن الحسين ( عليه السلام ) ، ان الشجاعة وقوة القلب ، اللتان ابداهما الحسين ( عليه السلام ) في يوم عاشوراء ، أنست العالم كل الشجاعان ، وهذا الكلام هو بأعتاف العدو نفسه ( والله ما رأيت مكسوراً قط قد قتل أهل بيته ، وولده وأصحابه ، أربط جأشاً منه ) .
إنه كان يرفع شعار التوحيد ، في نفس اللحظة التي كان يمنح فيها الطمأنينة لزينب وآل البيت ، بأنه لازال على قيد الحياة ، لا سيما وأنه كان قد أمرهم بعدم الخروج من الخيام ، مادام هو على قيد الحياة .
سيدي أبا عبد الله فإن حريمك لم يخرجن من الخيام عملاً بتعليماتك ، إلاّ بعد أن رأين جوادك من دون صاحب .
دور الشباب في ثورة الحسين ( عليه السلام )
إن لمرحلة الشباب دور مهم ، وخطير في حياة الإنسان ولذا ينبغي أن لا يدع هذه الفرصة تمر مرور السحاب ، بل عليه أن يستغل مرحلة شبابه لما يقوم فكره وسلوكه وأخلاقه ، ولقد كان للشباب في معركة الطف الفاصلة دور فعال فقد وقفوا مواقف بقيت آثارها الى اليوم محركة للتاريخ ، ومقومة لمسيرته ، ونحن نذكر بعض مواقف الشباب الذين أبوا ألا أن يقدموا انفسهم فداء للإسلام بين يدي الحسين ( عليه السلام ) ومن هؤلاء :
1 ـ عمر ابن جنادة الانصاري : وهو شاب جاء من امه وأبيه ، وبعد أن إستشهد أبوه وهو إبن إحدى عشر سنة جاء يستأذن الحسين ( عليه السلام ) للمبارزة فأبى عليه الحسين ( عليه السلام ) وأرجعه فقال الغلام : أن أُمي هي التي أمرتني يا أبن رسول الله ، وكان كل مبارز من أصحاب الحسين ( عليه السلام ) اذا برز يرتجز ، ويذكر أسمه وإسم أبيه أو نسبه وعشيرته ولكن هذا الشاب لم يذكر إسمه و إسم أبيه وما إنتمى إلى عشيرته بل إنتمى إلى الحسين ( عليه السلام ) فبرز يقول :
اميري حسين و نعم الاميرِ *** سـرورُ فؤادِ البشيرِ النذير
عـليٌ و فـاطمةٌ و الـداه *** فـهل تعلمون لهُ من نظيرِ (15)
2
ـ عبد الله إبن عمير الكلبي : وهو شاب مقاتل شديد المراس وخاض غمار الحرب حتى قتل تسعة عشر فارساً و إثني عشر راجلاً ثم قتل بعد ذلك .
هذان نموذجان من النماذج التي فدت نفسها لرسالة الله ، ومضت على هدي أهل البيت وكثير غيرها من أصحاب الحسين ( عليه السلام ) وأما من أهل بيته فكثيرون نذكر منهم القاسم إبن السبط المجتبى ( عليه السلام ) ، فقد برز إلى الميدان وهو غلام لم يبلغ الحلم فخرج ودموعه تسيل على خديه وهو يقول :
هذان نموذجان من النماذج التي فدت نفسها لرسالة الله ، ومضت على هدي أهل البيت وكثير غيرها من أصحاب الحسين ( عليه السلام ) وأما من أهل بيته فكثيرون نذكر منهم القاسم إبن السبط المجتبى ( عليه السلام ) ، فقد برز إلى الميدان وهو غلام لم يبلغ الحلم فخرج ودموعه تسيل على خديه وهو يقول :
ان تـنكروني فانا نجل الحسن *** سبط النبي المصطفى و المؤتمن
هـذا حـسين كالاسير المرتهن *** بين اناس لاسقوا صوب المزن
هـذا حـسين كالاسير المرتهن *** بين اناس لاسقوا صوب المزن
وبعده إستشهد فرفع الحسين طرفه إلى السماء قائلاً :
" اللهم أحصهم عدداً ، ولا تعذر منهم احداً ، ولا تغفر لهم ابداً ! صبراً يا بني عمومتي يا أهل بيتي ، لا رأيتم هواناً بعد اليوم ابداً " .
إن شهداء الطف سينالون عند ربهم أرفع الدرجات وأجل الكرامات الذين فاقوا سائر الشهداء بثباتهم وتصميمهم على التضحية في سبيل الله ونصرة الحسين ريحانة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مع قلّتهم وكثرة اعدائهم المتكالبين عليهم .
حق الحسين ( عليه السلام ) على المسلمين والمؤمنين بنهضته لإحياء الدين
" اللهم أحصهم عدداً ، ولا تعذر منهم احداً ، ولا تغفر لهم ابداً ! صبراً يا بني عمومتي يا أهل بيتي ، لا رأيتم هواناً بعد اليوم ابداً " .
إن شهداء الطف سينالون عند ربهم أرفع الدرجات وأجل الكرامات الذين فاقوا سائر الشهداء بثباتهم وتصميمهم على التضحية في سبيل الله ونصرة الحسين ريحانة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مع قلّتهم وكثرة اعدائهم المتكالبين عليهم .
حق الحسين ( عليه السلام ) على المسلمين والمؤمنين بنهضته لإحياء الدين
قتل الحسين لينقذ العاصين من *** اشـياعه مـن حر نار تشعل
و الشيعة العاصون ودوا انهم *** دخـلوا الـجحيم و انه لا يقتل
الإمام الحسين ( عليه السلام ) له حق عظيم على جميع المسلمين والمؤمنين إذ صار سبب لهدايتهم إلى الاسلام والإيمان ، لأنه أرواحنا فداه قد فدى نفسه ونفوس الأعزاء من أهل بيته وأصحابه إلى إحياء لدين جده ( صلى الله عليه وآله ) .
نعم إن الحسين ما قام هذا القيام الخالد وما نهض تلك النهضة المقدسة في سبيل منفعة دنيوية ، وما رفض البيعة ليزيد جرياً وراء مصلحة ذاتية ، وما إنتقل من المدينة إلى مكة في سبيل بيعة ، وما قصد العراق حباً في الشهرة ، ولو كان الأمر كذلك لبقي الحسين ( عليه السلام ) بمكة ولشهد الحج تلك السنة ، ولدعا الناس إلى نفسه عند إجتماع الناس بموقف عرفة ومنى وغيرهما من المواقف الاخرى ، أو لسمع من بعض نصائحه حين أشاروا عليه بالبقاء حيث هو ، أو الرحيل إلى اليمن ولكنه ( عليه السلام ) اراد ما هو اسمى وأعظم من ذلك كله ، الا وهو احياء دين جده ، لأنه لو لم يأت الحسين كربلاء ويوطن نفسه المقدسة لتحمل تلك المصائب التي لا تقوم بحملها الجبال ، ولتلك الخطوب التي يقصر عن ذكرها المقال والتي منها سبي العيال والاطفال وبقاء جسده الشريف مع اهل بيته واصحابه ثلاثة ايام على وجه الرمال ، لما ظهر هذا الدين الذي به حياة المجتمع الانساني .
وربما يتسائل البعض هنا فيقول : كيف كان احياء الدين وظهوره بنهضة الحسين ( عليه السلام ) وقتله ؟ ، الجواب :
نعم ذلك لأن المنافقين من بني أُمية وغيرهم الذين دفعوا اهل البيت عن مقاهم ، وازالوهم عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها ، هؤلاء المنافقون ظهروا للناس بمظهر النيابة عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وإنهم خلفاؤه من بعده ، وتظاهروا بتأييد دينه وخدمة شريعته فخفي أمرهم على كثير من الناس وإغتروا بهم وبنفاقهم (16) .
أول مأتم عقد للحسين ( عليه السلام )
عندما بشر جبرائيل النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) بولادة الحسين من إبنته الزهراء ( عليها السلام ) فرح فرحاً شديداً ولكن سرعان ما تبدد هذا الفرح وتحول إلى حزن وذلك عندما أخبر جبرائيل الرسول محمد ( صلى الله عليه وآله ) بأن ولده هذا سوف يقتل من قبل أُمته في أرض تسمى كربلاء في العراق ، ولكن الله سبحانه وتعالى على أثر شهادته وكرامة له يجعل من صلبه تسعة من الائمة الطاهرون المطهرون آخرهم قائمهم ( عج ) يملأ الله به الارض عدلاً وقسطاً كما مُلأت ظُلماً وجوراً ، ولذلك كان أول مأتم عزاء حقيقي في تاريخ هذه الأُمة عندما ولد الحسين ( عليه السلام ) حيث بكته اُمه الزهراء وأباه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وكذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والى ذلك أشار التاريخ عبر رواياته وتاريخه الحافل وإن أول مأتم للحسين اقيم في عهد هذه الامة في زمن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلو نظرنا الى قولهِ هذا نجد هناك قرينة واضحة البيان وهي ( في عهد هذه الامة ) دالة على انه كانت هناك مآتم في غير عهد هذه الامة ، اذن كانت هناك مآتم عزاء على الحسين ( عليه السلام ) من قل الانبياء والرسل الذين سبقوا خاتم الانبياء محمد ( صلى الله عليه وآله ) ولكن كيف اقاموا هؤلاء الانبياء المآتم على الحسين وكيف بكوا عليه ؟ هذا ما نجده واضحاً من خلال استقراء التاريخ حيث يخبرنا التاريخ ان ذلك كان ناتج من اخبار الله تعالى لهم بما يجري على الحسين ( عليه السلام ) وان يجعلوه وسيلة لقربه وان يدعوا على قاتليه باللعنة وسوء العذاب (17) الى هنا ، اذن كان أول مأتم في عهد اُمه الزهراء حيث بكت عليه وناحت لأجله لذا لا بد لنا أن نقوي علاقتنا مع الحسين لما له من تأثير كبير في زيادة علاقاتنا بالصديقة الطاهرة فاطمة ( عليها السلام ) .
خلود ذكر الحسين ( عليه السلام ) إلى يوم القيامة
كانت نهضة الحسين ( عليه السلام ) جزء من اجزاء العلة التامة في تثبيت رسالة الاسلام إلى الناس ، وبذلك بقيت واقعة الطف حية نابضة بالحياة إلى يوم القيامة ، وقد حث أئمة اهل البيت ( عليهم السلام ) على إبقاء جذوة مظلومية الحسين ( عليه السلام ) مشتعلة في كل مكان وزمان عبر وسائل فعالة مرتبطة بحياة الانسان الشخصية والاجتماعية ، ومنها :
أ ـ مجالس الحسين ( عليه السلام )
إن الاخبار الواردة عن اهل البيت ( عليهم السلام ) تفيد بأستحاب عقد المحافل للتذكير بفاجعة الطف ، ومن تلك الأخبار .
قول الإمام الرضا ( عليه السلام ) : (( من ذكر مصابنا فبكى وأبكى ، لم تبكِ عينه يوم تعمى العيون )) (18) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : (( من ذكرنا أو ذُكِرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب عفى الله ذنوبه )) .
وعن الإمام الباقر (عليه السلام ) : (( ويتلاقون بالبكاء عليه بعضهم بعضاً في البيوت واليعزِ بعضهم بعضاً بمصاب الحسين )) .
تلك المجالس تبقى الرابطة الدينية لحفظ المذهب قوية وفاعلة ، وقد تحرى أهل البيت ( عليهم السلام ) مختلف أساليب البيان للتعبير عن ذلك .
ب ـ البكاء على الحسين ( عليه السلام )
قال الامام الرضا ( عليه السلام ) : " من تذكر مصابنا ، وبكا لما أُرتكب منا ، كان معنا في درجتنا يوم القيامة ، ومن ذُكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون ، ومن جلس مجلساً يحيا فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب " (19) .
إن البكاء على الحسين ( عليه السلام ) له أبعاد غير ما يتصور الجاهلون لواقعة الطف ومن أهم ابعاد هذا البكاء هو حفظ الاسلام حياً في القلوب ، إبقاء وتصعيد وإنقاذ روح الثورة وتأججها ، وإن البكاء يديم حالة الرفض السياسي للأنظمة غير المشروعة ، ويعبر ايضاً عن شدة العلاقة والإنجذاب نحو الحسين ( عليه السلام ) والنفر والرفض لأعداءه والتجاوب مع الحدث .
ج ـ السجود على التربة الحسينية
فالسجود في الصلاة واجبة أو مستحبة لا يتم إلا على ارض طاهرة ، ومن الاساليب التي اتبعها أئمة اهل البيت ( عليهم السلام ) للتعريف بمظلومية سيد الشهداء ( عليه السلام ) هو أمرهم بالسجود على تربة طاهرة من كربلاء وتلك تربة طهرها (20) الله عز وجل بدماء سيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه فهم ( سادة الشهداء لا يسبقهم سابق ولا يلحقهم لاحق ) .
د ـ زيارة الحسين ( عليه السلام )
كان الحث على زيارة الحسين ( عليه السلام ) في كربلاء من الاساليب التي إستثمرها أئمة اهل البيت ( عليهم السلام ) في احياء رسالة الإمام ( عليه السلام ) في الاصلاح ، وجعلها متوقدة دوماً ، قال الإمام الحسين ( عليه السلام ) : " أنا قتيل العبرة ، قتلت مكروباً ، وحقيقٌ علي ان لا يأتيني مكروبٌ قط إلا رده الله وأقبله إلى أهله مسروراً " (21) .
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( من زار الحسين عارفاً بحقه كتبه الله في اعلى عليين والملائكة والمقربين ) .
الخاتمة
إن الشعائر الدينية التي ينبغي أن تصان ، وهي شعائر سياسية يلزم التمسك بها وإنها شعائر تحمل روح الرفض والوقوف بوجه الظلم ، وتتحدى الظالين بكل اشكالهم .
لقد إنفجرت روح النضال في الامة ، واستيقظ الضمير الديني ، ونفض عن نفسه ركام الذل والهوان فثورة الحسين ( عليه السلام ) أعادت للامة شخصيتها وهويتها ، وسوف تستمر هيبة الحسين مسيطرة على النفوس حتى وهو صريع يعاني من جراح السيوف وطعن الرماح ، ولم تتوقف جاذبية الحسين حتى بعد أن إختفى جسداً تألق روحاً وفكراً ورمزاً لكل ثوار الحق في العالم وألقى الله في قلوب الناس ـ اعداء ومحبين ـ حبه وأحياء ذكره في بيوت اعدائه وقاتليه .
الإمام الحسين ( عليه السلام ) من أبرز من خلدتهم الانسانية في جميع مراحل تاريخها ، ومن أروع من ظهر على صفحات التاريخ من العظماء والمصلحين الذين ساهموا في بناء الفكر الانساني ، وإن نهضة الحسين ( عليه السلام ) من افضل سبل إنقاذ العباد من الجهالة وحيرة الضلالة .
* إن للباطل جولة وللحق دولة .
* قال أحد العلماء كل ما عندنا من الحسين ( اي كل شيء من العلم والعزة والدين ... ) .
* السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره .
الهوامش
(14) سورة الانفال : الآية 23 .
(15) الإمام الحسين شمس لن تغيب .
(16) المجالس الحسينية .
(17) الأسرار الفاطمية .
(18) آمالي الشيخ الصدوق .
(19) الإمام الحسين شمس لن تغيب .
(20) الإمام الحسين بن علي ( عليهما السلام ) سيد الشهداء .
(21) الامام الحسين بن علي ( عليهما السلام ) سيد الشهداء .
نعم إن الحسين ما قام هذا القيام الخالد وما نهض تلك النهضة المقدسة في سبيل منفعة دنيوية ، وما رفض البيعة ليزيد جرياً وراء مصلحة ذاتية ، وما إنتقل من المدينة إلى مكة في سبيل بيعة ، وما قصد العراق حباً في الشهرة ، ولو كان الأمر كذلك لبقي الحسين ( عليه السلام ) بمكة ولشهد الحج تلك السنة ، ولدعا الناس إلى نفسه عند إجتماع الناس بموقف عرفة ومنى وغيرهما من المواقف الاخرى ، أو لسمع من بعض نصائحه حين أشاروا عليه بالبقاء حيث هو ، أو الرحيل إلى اليمن ولكنه ( عليه السلام ) اراد ما هو اسمى وأعظم من ذلك كله ، الا وهو احياء دين جده ، لأنه لو لم يأت الحسين كربلاء ويوطن نفسه المقدسة لتحمل تلك المصائب التي لا تقوم بحملها الجبال ، ولتلك الخطوب التي يقصر عن ذكرها المقال والتي منها سبي العيال والاطفال وبقاء جسده الشريف مع اهل بيته واصحابه ثلاثة ايام على وجه الرمال ، لما ظهر هذا الدين الذي به حياة المجتمع الانساني .
وربما يتسائل البعض هنا فيقول : كيف كان احياء الدين وظهوره بنهضة الحسين ( عليه السلام ) وقتله ؟ ، الجواب :
نعم ذلك لأن المنافقين من بني أُمية وغيرهم الذين دفعوا اهل البيت عن مقاهم ، وازالوهم عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها ، هؤلاء المنافقون ظهروا للناس بمظهر النيابة عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وإنهم خلفاؤه من بعده ، وتظاهروا بتأييد دينه وخدمة شريعته فخفي أمرهم على كثير من الناس وإغتروا بهم وبنفاقهم (16) .
أول مأتم عقد للحسين ( عليه السلام )
عندما بشر جبرائيل النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) بولادة الحسين من إبنته الزهراء ( عليها السلام ) فرح فرحاً شديداً ولكن سرعان ما تبدد هذا الفرح وتحول إلى حزن وذلك عندما أخبر جبرائيل الرسول محمد ( صلى الله عليه وآله ) بأن ولده هذا سوف يقتل من قبل أُمته في أرض تسمى كربلاء في العراق ، ولكن الله سبحانه وتعالى على أثر شهادته وكرامة له يجعل من صلبه تسعة من الائمة الطاهرون المطهرون آخرهم قائمهم ( عج ) يملأ الله به الارض عدلاً وقسطاً كما مُلأت ظُلماً وجوراً ، ولذلك كان أول مأتم عزاء حقيقي في تاريخ هذه الأُمة عندما ولد الحسين ( عليه السلام ) حيث بكته اُمه الزهراء وأباه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وكذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والى ذلك أشار التاريخ عبر رواياته وتاريخه الحافل وإن أول مأتم للحسين اقيم في عهد هذه الامة في زمن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلو نظرنا الى قولهِ هذا نجد هناك قرينة واضحة البيان وهي ( في عهد هذه الامة ) دالة على انه كانت هناك مآتم في غير عهد هذه الامة ، اذن كانت هناك مآتم عزاء على الحسين ( عليه السلام ) من قل الانبياء والرسل الذين سبقوا خاتم الانبياء محمد ( صلى الله عليه وآله ) ولكن كيف اقاموا هؤلاء الانبياء المآتم على الحسين وكيف بكوا عليه ؟ هذا ما نجده واضحاً من خلال استقراء التاريخ حيث يخبرنا التاريخ ان ذلك كان ناتج من اخبار الله تعالى لهم بما يجري على الحسين ( عليه السلام ) وان يجعلوه وسيلة لقربه وان يدعوا على قاتليه باللعنة وسوء العذاب (17) الى هنا ، اذن كان أول مأتم في عهد اُمه الزهراء حيث بكت عليه وناحت لأجله لذا لا بد لنا أن نقوي علاقتنا مع الحسين لما له من تأثير كبير في زيادة علاقاتنا بالصديقة الطاهرة فاطمة ( عليها السلام ) .
خلود ذكر الحسين ( عليه السلام ) إلى يوم القيامة
كانت نهضة الحسين ( عليه السلام ) جزء من اجزاء العلة التامة في تثبيت رسالة الاسلام إلى الناس ، وبذلك بقيت واقعة الطف حية نابضة بالحياة إلى يوم القيامة ، وقد حث أئمة اهل البيت ( عليهم السلام ) على إبقاء جذوة مظلومية الحسين ( عليه السلام ) مشتعلة في كل مكان وزمان عبر وسائل فعالة مرتبطة بحياة الانسان الشخصية والاجتماعية ، ومنها :
أ ـ مجالس الحسين ( عليه السلام )
إن الاخبار الواردة عن اهل البيت ( عليهم السلام ) تفيد بأستحاب عقد المحافل للتذكير بفاجعة الطف ، ومن تلك الأخبار .
قول الإمام الرضا ( عليه السلام ) : (( من ذكر مصابنا فبكى وأبكى ، لم تبكِ عينه يوم تعمى العيون )) (18) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : (( من ذكرنا أو ذُكِرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب عفى الله ذنوبه )) .
وعن الإمام الباقر (عليه السلام ) : (( ويتلاقون بالبكاء عليه بعضهم بعضاً في البيوت واليعزِ بعضهم بعضاً بمصاب الحسين )) .
تلك المجالس تبقى الرابطة الدينية لحفظ المذهب قوية وفاعلة ، وقد تحرى أهل البيت ( عليهم السلام ) مختلف أساليب البيان للتعبير عن ذلك .
ب ـ البكاء على الحسين ( عليه السلام )
قال الامام الرضا ( عليه السلام ) : " من تذكر مصابنا ، وبكا لما أُرتكب منا ، كان معنا في درجتنا يوم القيامة ، ومن ذُكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون ، ومن جلس مجلساً يحيا فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب " (19) .
إن البكاء على الحسين ( عليه السلام ) له أبعاد غير ما يتصور الجاهلون لواقعة الطف ومن أهم ابعاد هذا البكاء هو حفظ الاسلام حياً في القلوب ، إبقاء وتصعيد وإنقاذ روح الثورة وتأججها ، وإن البكاء يديم حالة الرفض السياسي للأنظمة غير المشروعة ، ويعبر ايضاً عن شدة العلاقة والإنجذاب نحو الحسين ( عليه السلام ) والنفر والرفض لأعداءه والتجاوب مع الحدث .
ج ـ السجود على التربة الحسينية
فالسجود في الصلاة واجبة أو مستحبة لا يتم إلا على ارض طاهرة ، ومن الاساليب التي اتبعها أئمة اهل البيت ( عليهم السلام ) للتعريف بمظلومية سيد الشهداء ( عليه السلام ) هو أمرهم بالسجود على تربة طاهرة من كربلاء وتلك تربة طهرها (20) الله عز وجل بدماء سيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه فهم ( سادة الشهداء لا يسبقهم سابق ولا يلحقهم لاحق ) .
د ـ زيارة الحسين ( عليه السلام )
كان الحث على زيارة الحسين ( عليه السلام ) في كربلاء من الاساليب التي إستثمرها أئمة اهل البيت ( عليهم السلام ) في احياء رسالة الإمام ( عليه السلام ) في الاصلاح ، وجعلها متوقدة دوماً ، قال الإمام الحسين ( عليه السلام ) : " أنا قتيل العبرة ، قتلت مكروباً ، وحقيقٌ علي ان لا يأتيني مكروبٌ قط إلا رده الله وأقبله إلى أهله مسروراً " (21) .
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( من زار الحسين عارفاً بحقه كتبه الله في اعلى عليين والملائكة والمقربين ) .
الخاتمة
إن الشعائر الدينية التي ينبغي أن تصان ، وهي شعائر سياسية يلزم التمسك بها وإنها شعائر تحمل روح الرفض والوقوف بوجه الظلم ، وتتحدى الظالين بكل اشكالهم .
لقد إنفجرت روح النضال في الامة ، واستيقظ الضمير الديني ، ونفض عن نفسه ركام الذل والهوان فثورة الحسين ( عليه السلام ) أعادت للامة شخصيتها وهويتها ، وسوف تستمر هيبة الحسين مسيطرة على النفوس حتى وهو صريع يعاني من جراح السيوف وطعن الرماح ، ولم تتوقف جاذبية الحسين حتى بعد أن إختفى جسداً تألق روحاً وفكراً ورمزاً لكل ثوار الحق في العالم وألقى الله في قلوب الناس ـ اعداء ومحبين ـ حبه وأحياء ذكره في بيوت اعدائه وقاتليه .
الإمام الحسين ( عليه السلام ) من أبرز من خلدتهم الانسانية في جميع مراحل تاريخها ، ومن أروع من ظهر على صفحات التاريخ من العظماء والمصلحين الذين ساهموا في بناء الفكر الانساني ، وإن نهضة الحسين ( عليه السلام ) من افضل سبل إنقاذ العباد من الجهالة وحيرة الضلالة .
* إن للباطل جولة وللحق دولة .
* قال أحد العلماء كل ما عندنا من الحسين ( اي كل شيء من العلم والعزة والدين ... ) .
* السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره .
الهوامش
(14) سورة الانفال : الآية 23 .
(15) الإمام الحسين شمس لن تغيب .
(16) المجالس الحسينية .
(17) الأسرار الفاطمية .
(18) آمالي الشيخ الصدوق .
(19) الإمام الحسين شمس لن تغيب .
(20) الإمام الحسين بن علي ( عليهما السلام ) سيد الشهداء .
(21) الامام الحسين بن علي ( عليهما السلام ) سيد الشهداء .
ابن النهرين- المدير العام
- الجنس :
الابراج :
عدد المساهمات : 1521
تاريخ الميلاد : 28/03/1981
تاريخ التسجيل : 25/11/2010
العمر : 43
رد: تابع لفلسفة تعظيم شعائر عاشوراء
موضوع في غاية الأهمية يسلموووووووووو
الأميرة الدلوعة- المشرفة العامة لقسم الاسرة
- الجنس :
الابراج :
عدد المساهمات : 228
تاريخ الميلاد : 01/01/1992
تاريخ التسجيل : 01/12/2010
العمر : 32
المزاج : عالي
رد: تابع لفلسفة تعظيم شعائر عاشوراء
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]يعطيك الف عافية
الاميرة لارا- مشرفة على منتدى الاناقة والجمال
- الجنس :
الابراج :
عدد المساهمات : 765
تاريخ الميلاد : 31/05/1982
تاريخ التسجيل : 03/12/2010
العمر : 42
رد: تابع لفلسفة تعظيم شعائر عاشوراء
الأميرة الدلوعة كتب:
موضوع في غاية الأهمية يسلموووووووووو
شكرا على ذوقك وردك الجميل
ابن النهرين- المدير العام
- الجنس :
الابراج :
عدد المساهمات : 1521
تاريخ الميلاد : 28/03/1981
تاريخ التسجيل : 25/11/2010
العمر : 43
رد: تابع لفلسفة تعظيم شعائر عاشوراء
العيون النرجسية كتب:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]يعطيك الف عافية
شكرا على ذوقك وردك الجميل
ابن النهرين- المدير العام
- الجنس :
الابراج :
عدد المساهمات : 1521
تاريخ الميلاد : 28/03/1981
تاريخ التسجيل : 25/11/2010
العمر : 43
مواضيع مماثلة
» فلسفة تعظيم شعائر عاشوراء
» لماذا عاشوراء
» تابع لموضوع يوم العاشر من محرم من ايام الله تعالى
» تابع للنكات الجميلة
» تابع لموضوع الاحنف بن قيس ودوره في فتح خراسان
» لماذا عاشوراء
» تابع لموضوع يوم العاشر من محرم من ايام الله تعالى
» تابع للنكات الجميلة
» تابع لموضوع الاحنف بن قيس ودوره في فتح خراسان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى